انا سيدة متزوجة أحب صديق زوجى حب جنونى وهو أيضا يحبنى جدا ونتبادل نفس المشاعر بكل صدق واهتمام واحتواء ونحن معا منذ سنه تقريبا لكن دون أى اتصال عاطفى او جنسى
أضافت أنها كانت قد تزوجت منذ 27 عاما وبلغ الأبناء الآن ولا يوجد شيء بينها وبين زوجها، فهي تعرف أنه يحبها كثيرا وهو شخص جيد بل ممتاز، ولكنها لا تستطيع مبادلته نفس الشعور لانجذابها إلى الرجل الآخر.
كان ذلك الرجل قد انفصل عن زوجته نتيجة شعوره برغبة شديدة تجاه تلك المرأة، ولكنه لا يرغب في وجود علاقة جنسية بينهما حتى تنفصل هي عن زوجها "صديقه".
وبعد طرح تلك المشكلة على دكتور "إدوارد دريفس" الطبيب النفسي ومستشار العلاقات الزوجية، أجاب قائلاً:"إن تلك القصة أو المشكلة ليست بالجديدة عليّ، ولقد سمعت وعرض عليّ العديد من تلك القصص المشابهة من قبل.
فالأمر يسير عادة على الوجه التالي: يتزوج الرجل والمرأة في سن صغيرة بعد قصة حب طويلة، ويكبر الأبناء ليشعر الرجل بالمسئولية تجاه أبنائه ويولي عمله اهتماما بالغاً، أما الزوجة فتركز كل طاقتها في رعاية الأبناء والمنزل.
وبالتدريج تتلاشى العلاقة بينهما لتقتصر فقط على الأنشطة اليومية، ويبقى الحوار الأساسي بينهما حول الأبناء والأعمال المنزلية والمناسبات العائلية دون وجود أدنى قدر من العلاقة الرومانسية.
وبعد زواج الأبناء وخروجهم من المنزل، يشعر الزوجان بالقليل من الراحة، ولكن يعيشان في حياة دنيوية بحتة مع القليل أو انعدام العلاقة العاطفية.
فهما لا يعرفان بعضهما البعض إلا كآباء لأبنائهم، ويدركون أن شيئا ما مفقود في حياتهم، ولكن لا يستطيعون معرفته أو الوصول إليه، ويبقى الحال على ماهو عليه إلا أن يرتبط أحدهما بشخص آخر، يشعره بأنه مازال صغيرا ومثيرا ومرغوباً فيه.
وفي المشكلة السابقة وجدت المرأة نفسها متعلقة بصديق زوجها، الذي أشعرها بأنها شخص آخر عدا "الزوجة والأم"، وتتساءل أتترك زوجها من أجل ذلك الرجل؟ أم تكمل حياتها تعيسة بلا سعادة؟.
فهي تشعر بجمال العلاقة العاطفية بينهما لأنها تقوم بعيدا عن تلك الأعمال الروتينية واليومية، وهما يعيشان من خلال تلك اللحظات المختلسة التي ينظران بها في عيون بعضهما البعض ومن ثم الذهاب في عالم من الخيال والرومانسية.
ولكن بالنسبة لذلك الرجل، هو يعتبرها ملجأ آمناً يذهب إليه نتيجة معاناته إثر أزمة الطلاق، وهي تُعتبر بمثابة ما يسميه علم النفس "شخصا انتقاليا" يسهل عليه عملية الانتقال من كونه متزوجا إلى أعزب.
دعنا نقول أنها تريد الانفصال عن زوجها لتعيش مع هذا الرجل، ففي البداية ستبدو الأمور على ما يرام، والحوار سيدور حول انفصال كل منهما وزوجيهما السابقين وتفاعل كل منهما مع الوضع الحالي.
فإن هذا الوضع المؤقت يجعلهما أكثر قربا من بعضهما البعض، لرغبتهما في الاتحاد ضد الضغوط الاجتماعية التي تواجههما.
ولكن وبعد أن تهدأ الأمور سيبدآن في مواجهة بعضهما البعض يوميا، ليس فقط من خلال تلك اللحظات المختلسة التي كانا يتبادلانها سويا، ولكن مع الأنشطة اليومية والعمل والمنزل، وهلم جرا.
وبالطبع سيأتي الشعور بالذنب من عدم الحفاظ على زواجهما وأبنائهما، ومن هنا هل ستبقى الرومانسية على قيد الحياة؟.
فما أقترحه الآن شيئا ليس بالسهل على تلك الزوجة القيام به، ولكنها ستشعر بآثاره الجيدة على المدى البعيد وهو أفضل من الانفصال عن زوجها.
أنا أرى أن عليها التحدث إلى زوجها بأن الأبناء قد كبروا وتزوجوا، وهي تواجه ضغوطا نفسية بكونها امرأة أشبه بالمتزوجة.
عليها إخباره بأن العلاقة بينهما تفتقر إلى الحب والرومانسية، وأنها ترغب في الأشياء الحميمية وأن تشعر بأنه يريدها ويراها أجمل امرأة بالعالم.
فما أريد قوله هو أن تستخدم انجذابها هذا إلى صديق زوجها كوقود تضيء به حياتها الزوجية من جديد، وهذا قبل التفكير في قرار قد يشعرها بالندم فيما بعد، أو أن يشتبه الزوج في خيانتها العاطفية.
وفي حالة عدم استجابة الزوج لتلك المطالب وفشلها في إعادة إحياء علاقتهما الزوجية، فحسبها على الأقل أن تكون قد قدمت أفضل ما لديها قبل انتهاء تلك العلاقة".
تعليقات