الأقارب .. والعقارب !!

هل صحيح أن الأقارب مثل العقارب

كثير من الناس لا يفهمون معنى هذا المثل .. ويطلقونه على كل علاقات القرابة بلا إستثناء .. وهذا من شأنه إضعاف تلك العلاقات وإشاعة حالة من سوء الظن والترصد بين الأقرباء.

والحقيقة أن المثل لا يعنى أكثر من الأساءة عندما تأتى من قريب أنها عندئذ تكون موجعة مثل لدغة العقرب .. وتكون أكثر إيلاماً من إساءة غريب .

ولهذا قال العرب الأولون أن ظلم ذوى القربى أشد غضاضة على النفس من وقع الحسام المهند (  السيف ) أكثر من هذا عرف العرب بتجاربهم الواعية أن زواج الأقارب يصيب الذرية بأمراض الوراثة وأضرار الضعف والهزال وكأن سم العقارب الذى يصيبها بالموت البطئ !!

يقول العتبى : تزوج أهل بيت بعضهم من بعض .. فلما بلغوا البطن الرابع بلغ الضعف إلى أن يكونوا يحبون حبوا لا يستطيعون القيام !!

وعندما رأى عمر بن الخطاب بنى المسيب وقد دب فيهم الضعف بسبب زواج بعضهم من بعض .. قال لهم : " لقد ضويتم يابنى المسيب فأنكحوا فى الغرائب " ..

ولهذا كان الزواج من الأقرباء والبعداء مجالاً للقدح والمدح فى الشعر العربى ..

فى الذم والقدح قالوا :

أنذر من كان بعيد الهم 
تزويج أولاد بنات العم
فليس ينجو من ضوى وسقم

وفى المدح قالوا :

فتى لم تلده بنت عم قريبة 
فيضوى ’ وقد يضوى سليل القرائب ..

وقد كان العربى يفارق بنت عمه على حب .. خوفاً من هزال الذرية :

ففارقت بنت العم وهى حبيبة 
مخافة أن يضوى على سليلى

تعليقات

‏قال غير معرف…
رائعة شكراً لك