حكاية فراغ




قالت له ’ وكأنها تحادث نفسها :
- إن حياتى فراغ ..
قال :
- وأنا .. ألا أشغل جزءاً من هذا الفراغ ؟!
قالت :
- أنك زوجى .. مجرد زوج طيب !
قال :
- وماذا تريدين أكثر من زوج طيب !
قالت :
- أريد شيئاً عنيفاً .. أريد أن تضربنى لأثور عليك فتحاول أن تسترضينى .. أريد أن أمرض لأتألم فيأتى الطبيب وأشغل حياتى بإنتظاره وأنتظار مواعيد الدواء .. أريد أن تصدمنى سيارة وأدخل المستشفى , ويأتى الناس لزيارتى يحملون الورد وعلب الشيكولاته .. أريد أن أرتكب خطيئة وأندم عليها وأشغل حياتى بالندم .. إنى لم أحس بالندم حتى اليوم تصور .. !
قال :
- أحمدى الله ..
قالت :
- إن الله لم يخلق الأنسان فراغاً .. لقد خلق معه الألم والخطيئة والحزن والندم والغيرة .. و .. و .. خلق كل هذه العواصف التى تخطر على النفس ليملأ فراغ حياته ..
وسكتت قليلاً ثم قالت :
- عندى فكرة ..سأخونك !!
قال :
 - يا مجنونة ..
قالت :
- لست بمجنونة .. حاول أن تفهمنى .. أن الأنسان لا يستطيع أن يعيش على الماء الصافى .. أنه يحتاج إلى شئ دسم . إلى " دقية " بامية بالبصل والتوم والبهارات .. وهو يعلم أن " دقية " البامية هذه ستتعب أمعائه , لكنه يحتاج إليها .. وحياتنا إلى الأن كاماء الصافى .. لا طعم ولا لون .. ونحن فى حاجة إلى " دقية البامية " .. سـأخونك ليتعب ضميرى وأتعذب بالندم .. وأعود بعدها إلى الماء الصافى !
قال بعد قترة :
- عندى فكرة أخرى .. تجعل لحياتنا لون وطعم !
قالت :
- ماذا ..
قال : 
- سأخونك أنا .. فهذا اسهل وأسلم !
قالت وهى تضرب بيدها على صدرها :
- تخوننى !! .. بعد كل هذا العمر يا خاين !!
وأخذت تبكى بكاءاً شديداً 

تعليقات